الاثنين، 13 يناير 2014

هل توفر إزداوجية الجينات المادة الخام للتطور



                         
هل توفر إزداوجية الجينات المادة الخام للتطور


كل واحد منا يحمل في جسده أكثر من 20،000 جين عبارة عن رموز وأكواد للكثير من تراكيبه الجسدية بداية من الكيراتين في الشعر وصولاً الى الألياف العضلية في أخمص القدمين . 


مصدرهذه الجينات لا يمكننا إعتباره لغزاً كبيراً : فنحن ورثناها من الأباء . اللذين تحصلوا عليها أيضا من والديهم .لكنه سيغدو لغزاً حقيقياً حين يتم تناوله من منظور الفلسفة الداروينية .

تخبر مقالة نشرت فى مجلة العلوم عن حجم الاشكالية التطورية فى تفسير كيفية تحول كائن بسيط مثل البكتريا الى كائن معقد مثل الانسان ، وهو ما أدركه أحد علماء الوراثة البارزين Susumu Ohno قبل ما يزيد على أربعين عاماً وألزم من ذلك بأن الانتقال من اللافقاريات الى الفقاريات لا يمكن قبولة إلا إذا تم تكرار الجينوم بأكمله ولذلك لجأ لفرضية تكرار الجينات كحل لتلك الاشكالية الخاصة بتوفيرالمادة الخام التطورية .

لذلك عول انصار التطور على نوع اخر من الطفرات والتى تؤدى الى حدوث ازدواجية الجينات (أو ازدواجية الكروموسومات أو التضخم الجينى) 
(gene duplication) ( chromosomal duplication or gene amplification )

 ترسخت الفرضية فى الدوجما الداروينية لانها كانت السبيل للخروج  من  عنق الزجاجة واعتبرت الآلية الرئيسية التي من خلالها يتم إنشاء المادة الوراثية الجديدة أثناء التطور الجزيئي وتم اعتمادها لتفسير ظهور المورثات الجديدة حين يوفرهذا الحمض النووي الاضافى المادة الخام لتعمل عليها الطفرات بعد ذلك وتحولها الى جينات جديدة 

Austin Hughes عالم التطور الجزيئي في جامعة كارولينا الجنوبية، كولومبيا فى يشكك فى كفاءة هذه الفرضية وقدرتها على تحقيق الامل الداروينى . 

. "لا يمكننا إثبات عدم حدوث تكرار نسخ الجينات  [gene duplication] ، ولكن [إذا حدث]، فإنه لن يكون لديه اى تأثير حقيقى "، 
 "بالنسبة لي، هى قضية ميته ."

. "You can't prove that [genome duplication] didn't happen, but [if it did], it didn't have amajor impact," says Austin Hughes, a molecular evolutionist at the
University of South Carolina, Columbia, who has done his own genome
analyses. "For me, it's a dead issue."

الخلاف قائم ومحتدم حول جدية  هذا النموذج وصلاحيته لتبرير هذه التحولات الجذرية المزعومة كما اوضحت مقالة مجلة العلوم .
وخلافا لما يتم الترويج له من استقراءات استنادا الى لا شئ ودون وجود اى دليل تجريبى فان الادلة قائمة على الاثر الضار لطفرات الduplication من امراض وتشوهات لحاملها ،
 لكن لو تغاضينا عن الاثر الضار وافترضنا حدوث هذه الانتساخات بوفرة فى الجينوم  فأن فرصة تحويل هذا الجين المنتسخ الذى يمثل المادة الخام الى جين وظيفى يحمل مورثات جديدة لحامله هى فرصة منعدمة ،
فى الورقة التى نشرتها   Protein Sci.  لكل من  Behe ، Snoke فى اكتوبر 2004 لتقييم  فعالية gene duplication  باستخدام النمذجة الرياضية بافتراض أبسط طريقة لإنتاج وظيفة جديدة للجين المنتسخ باحتساب الحد الأدنى لعدد  التعديلات المطلوبة لإنشاء وظيفة جديدة.. وخلصت الدراسة الى ان فرص تثبيت ميزات  في المجموع السكاني بواسطة ذلك الافتراض غير محتملة .

بالاضافة الى فشل النمذجة الحاسوبية فى دعم هذه الفرضية  فان التقييم الاحصائى اللذى اعتمدته الفرضية لا يدعم تنبؤاتها .إذا كانت هذه العملية عاملا مهما في التطور يجب علينا أن نتوقع علاقة طردية بين الكروموسومات أو كتلة الحمض النووي ومدى تعقيد الكائن الحى ومكانه داخل شجرة التطور المزعومة وأن تزداد في كل خلية تصاعديا من الكائنات البسيطة مرورا بالاكثر تعقيدا فتمتلك البكتيريا والكائنات الحية وحيدة الخلية الأخرى أقل قدر من الحمض النووي مقارنة بالكائنات الحية المعقدة مثل الانسان . فالفرضية تتوقع وجود علاقة إيجابية بين التعقيد العضوي وعدد الجينات، وحجم الجينوم وعدد الكرموسومات ولكن الادلة تشير الى عكس ذلك.فنجد ان عدد الجينات فى البشر 25،000 جين بينما يمتلك نبات الارز 50،000 جين 
وفيما يتعلق بحجم الجينوم نرى ان نوع من البكتيريا ( Epulopiscium fishelsoni) يحمل 25 أضعاف الحمض النووي للخلية البشرية ، وواحد فقط من جيناته تم تكراره ومع ذلك لا يزال الكائن الحيوان مجرد بكتيريا. 
أما من حيث عدد الكروموسومات، لا نجد اى علاقة بين عددها والعلاقات الفيلوجينية المفترضة كمثال : Cambarus clarkii (جراد البحر) يحمل 200 كرموسوم ، الكلب والدجاج 78 كرموسوم، الإنسان 46 كرموسوم ،وبعكس التوقع الذي تضعه فرضية الازدواج نرصد 'التباين داخل النوع " 
على سبيل المثال، نرى أن نبات الاقحوان يمتلك ما بين 18، 27، 36، 54،72،90 و 198 و 26 و37 كرموسوم . ومع ذلك لا يزال أقحوان. 
وداخل فصيلة النخيل Arecaceae يتراوح عدد كروموسومات القياسية بين 26 و 36، فيما عدا جنس واحد Voanioala، لديه نحو 600 كرموسوم ولكنه لايزال داخل فصيلة النخيل.
فى نفس السياق لاحظ أستاذ علم الوراثة التطوري ستيف جونز تحدياً إحصائيا مباشراً لتلك المزاعم ، فقد خلص من خلال رصده للظواهر الاحيائية إلى وجود علاقة عكسية بين كمية الحمض النووي من جهة، والسرعة التى يمكن ان تتطوربها الكائنات الحية من جهة اخرى. يستشهد جونز بأمثلة متعددة منها سمكة lungfish المحشوة بالحمض النووي "مع عدم وجود وظيفة" واضحة (بحسب زعمه) وبالرغم من ذلك فقد توقف تطورها تماماً حتى تم تسميتها بالاحفورة الحية  ... ،
وخلص من ذلك الى نتيجة مباشرة مفادها ان الانتقاء الطبيعي يعمل ضد ازدواجية الجينات وليس العكس كما يدعى النموذج التطورى.
ص 83
  ص. 226


الأحد، 5 يناير 2014

الحياة هى اللغز قصة قصيرة : بطولة ضفدع الخشب


الحياة هى اللغز 
قصة قصيرة : بطولة ضفدع الخشب 

حيوانات الاسكا  لديها طرقا مختلفة تمكنها من  البقاء في شتاء قارص تنخفض به  درجات الحرارة عن حد التجمد  . 
معظم الطيور تهاجر إلى مناخات أكثر دفئا.
 بعض الدببة وغيرها من الحيوانات تدخل فى سبات. 
بعض الحيوانات الأخرى تمتلك وسائل العزل الحرارى الكافية لحمايتها . 
 لكن هناك نوعا من الضفادع يمتلك استراتيجية مذهلة للتكيف مع حرارة ما دون التجمد،
انها....... الاستسلام للتجمد.......!!! 

 ما يفعله ضفدع الخشب المعروف باسم  R. sylvatica  امر من الامور المذهلة التى تتحدى  قوانين الاحياء المألوفة حول تعريف الحدود الفاصلة بين الحياة والموت ، فهذا الضفدع الصغير يتجمد ما يقارب 70% من ماء جسدة ويتحول جسدة الى قطعة مسمطة من الجليد القاسى ويبقى هكذا لعدة اسابيع لا توجد به اى اشارات فعلية للحياة فالقلب متوقف تماما عن النبض والدورة الدموية متجمدة ،لاتنفس،  ولا يوجد اى نشاط للدماغ  وبمقاييس الاحياء فالضفدع فعليا لا يمت للحياة بصلة وكما قالت نشيونال جيوغرافيك (لا يوجد هنا اى ضفدع ....فقط مجموعة من الخلايا  ).

معجزة التجمد :

هذه الاستراتيجية المذهلة بحق يقابلها العديد من التحديات ، فكيف لا يتم تدمير خلايا الضفدع تماما  بفعل بلورات الثلج المدببه والحادة 



مكمن التحدى  هو قدرة الضفدع الصغير على حماية خلاياه من التمزق والانفجار والتلف اثناء تشكل بلورات الثلج حادة الاطراف ، حيث ينتج الضفدع مركبات تسمى nucleators  او nucleating proteins  في السوائل المحيطة بالخلايا والتي تعمل على تشكيل بلورات الثلج  بعيدا عن أغشية الخلايا حتى لا تتضرر.
في الوقت نفسه وبتزامن دقيق تقوم بعض المواد المذابة يطلق عليها cryoprotectants solutes بخفض درجة حرارة تجميد الخلايا وهذة المركبات تشمل الجلوكوز (سكر الدم) واليوريا والتى تتكون بتركيزات مرتفعة حيث يبدأ كبد الضفدع  فى صنع كميات كبيرة من الجلوكوز وضخها داخل الخلايا لدعمها ومنع المياه من الخروج من الخلايا وتجمدها


معجزة الاستفاقة :
عندما يعود الدفئ ويذوب الجليد ، يبدأ الضفدع المتجلد فى الذوبان وتتدفق المياه ببطء مرة أخرى إلى الخلايا، ويبدأ تدفق الدم مرة أخرى ويعود التنفس فى مدة لا تتجاوز ثلاثين دقيقة ويتمطع الضفدع ويقفز بعيدا وكأن شيئا لم يكن .
ويحدث هذا الحدث بتزامن دقيق جدا فالضفدع لدية قدرة على السيطرة على حركة سوائل الجسم والتى تمكنه من اذابة اعضائة الداخلية والحيوية بنفس الوقت مع باقى خلاياه لتجنب صدمات مميتة.
    

 مقاطع فيديو تصور الحدث 

http://www.youtube.com/watch?v=5udVUsNXRlc

http://www.youtube.com/watch?v=CraGaGFnMDs

والسؤال اللذى نكرره دائما 
اى توقع يمكن ان تضعه نظرية التطور لتفسيرهذا التعقيد الغير مختزل وهل يمكن لطفرات عشوائية بطريق الصدفة انتاج مثل هذه النظم .

 {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

المصادر 

http://srufaculty.sru.edu/jack.layne/jrlres.htm

http://newswatch.nationalgeographic.com/2013/08/21/how-the-alaska-wood-frog-survives-being-frozen/

http://jeb.biologists.org/content/216/18/3461.abstract

http://www.bio.davidson.edu/dorcas/animalphysiology/websites/2011/Crouser/Untitled-3.htm

http://www.units.muohio.edu/cryolab/projects/woodfrogfreezing.htm