الأربعاء، 29 أبريل 2015

الطريق الثالث لتفسير نشوء الأنواع الحية ..: محاولة للفهم أم للإنقاذ ؟


مؤخراً ؛ كفرت مجموعة متميزة من العلماء فى مجالات مختلفة من الأحياء أمثال Shapiro, Noble, Koonin, Neuman, Jablonka وغيرهم الكثيرين بالدارونية الحديثة ، وإنتقدوا ذلك الاعتقاد حول اعتبار الانتقاء الطبيعي القوة الابداعية الفريدة التي يمكنها حل جميع المشاكل التطورية الصعبة دون أساس تجريبي حقيقي
ووجهوا دعوة للبحث عن طريق ثالث لتفسير التنوع الحيوي بعيداً عن الطريقين السابقين (الخلق ، الدارونية الحديثة ).
الأفكار النقدية التي يوجهونها للدارونية تتلاقى كثيراً مع إستدلالات التصميم الذكي ، لكنها ترفض بشدة فكرة خضوع الحياة لتحكم التصميم من الخارج بإعتباره فكرة ميتافيزقية خارج نطاق العلم .
لا زلنا لا نعرف حقيقة توجه هؤلاء ؛
هل هي محاولة جادة للفهم والتفكير خارج الصندوق ، أم هي محاولة مستميتة لإنقاذ الإطار التفسيري المادي لنشوء الأنواع بعيد عن التصميم والخلق .
_______________________________

الأربعاء، 22 أبريل 2015

"أردي" أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!


"أردي"  أيقونة التطور البشري كانت مجرد قرد !!


فى عام 2009 أعلنت مجلة Science عن كشف أحفوري إعتبرته الحدث الأهم فى ذلك العام ، كان ذلك الحدث هو إكتشاف أحفورة تمثل السلف الاقدم للبشر ، أطلق عليها " أردي"Ardipithecus Ramidus"، لتصبح "أردي" بعد ذلك إحدى أشهر أيقونات التطور البشري .
لماذا تأخر الكشف عن أردي كل هذا الوقت  ؟:


تم إكتشاف عظام "أردي" فى أوائل التسعينيات وكان لسبب تأخير الكشف عنها لأكثر من 17 عاماً قصة مثيرة ، ففي عام 2002م شرحت مقالة في مجلة Science جزءاً هاماً مما جرى وراء الكواليس ، فقد كانت العظام المتأحفرة المكتشفة بالغة السوء، مهشمة ، ومسحوقة تماماً، وطباشيرية، تتفتت وتتحول لغبار بمجرد لمسها. 
The next field season, team member Yohannes Haile-Selassie found the first of more than 100 fragments that make up about half of a single skeleton of this species, including a pelvis, leg, ankle and foot bones, wrist and hand bones, a lower jaw with teeth—and a skull. But in the past 8 years no details have been published on this skeleton. Why the delay? In part because the bones are so soft and crushed that preparing them requires a Herculean effort, says White. The skull is “squished,” he says, “and the bone is so chalky that when I clean an edge it erodes, so I have to mold every one of the broken pieces to reconstruct it.”
http://www.sciencemag.org/content/295/5558/1214

وهو ما ذكرته مجلة nationalgeographic عن الجودة الرديئة للأحفورة ، نتيجة دهسها فى الطين تحت أقدام الحيوانات ، وتعرضها لعوامل التعرية بعد تكشفها على سطح الارض

http://news.nationalgeographic.com/news/2009/10/091001-oldest-human-skeleton-ardi-missing-link-chimps-ardipithecus-ramidus.html
إحتاجت الأحفورة الي عمليات إعادة  تركيب إفتراضية رقمية  موسعة، واستخدمت مجلة تايم تعبير الحساء الأيرلندي  Irish stew لوصف حالة عظام الحوض المسحوقة .

الصورة الكاملة للفتاة أردي :

تحولت عظام أردي فى الدوريات العلمية الدارونية الي أنثى ممشوقة القد تماماً تحمل نظرة مفعمة بالانسانية ، بالرغم من التشكيك الجدي للباحثين فى قدرة عظام الحوض المهشمة على تأكيد أي تفاصيل تشريحية ثبتت مشي القردة أردي على قدمين كما ذكر تقرير الكشف فى مجلة science . بل تبدو غير ملائمة للقيام بهذه المهمة 

several researchers aren't so sure about these inferences. Some are skeptical that the crushed pelvis really shows the anatomical details needed to demonstrate bipedality. The pelvis is "suggestive" of bipedality but not conclusive, says paleoanthropologist Carol Ward of the University of Missouri, Columbia. Also, Ar. ramidus "does not appear to have had its knee placed over the ankle, which means that when walking bipedally, it would have had to shift its weight to the side," she says. Paleoanthropologist William Jungers of Stony Brook University in New York State is also not sure that the skeleton was bipedal. "Believe me, it's a unique form of bipedalism," he says. "The postcranium alone would not unequivocally signal hominin status, in my opinion

بعد ذلك بعام ، فى 2010 أشارت ورقة لاحقة لإستيبان سارمينتوEsteban E. Sarmiento في مجلة  science أيضا إلى أن مكانيكية الحركة التي يؤشر إليها تشريح عظام القدم تبدو أقرب للغوريلا ، وقال أن كل الصفات التي تم الأستدلال بها على مشي أردي على قدمين ، هي  نفس الصفات التي تلزم  حيوان يمشي على أربع

Moreover, attempts to link Ar. ramidus
to an exclusive human lineage by pointing to
suspected facultative bipedal characters in the
foot (9) are not convincing (16). All of the Ar.
ramidus bipedal characters cited also serve the
mechanical requisites of quadrupedality, and in
the case of Ar. ramidus foot-segment proportions,
find their closest functional analog to those of
gorillas, a terrestrial or semiterrestrial quadruped
and not a facultative or habitual biped


وفي مقابلة لاحقة أجريت معه فى مجلة time ، كان لإستيبان تصريح غاية فى الخطورة فى هذا الصدد ، فقد حكى أنهم  قاموا بإستخدام  الأحرف والمفاهيم التي عفا عليها الزمن في التصنيف والإدعاء  بأن الصفات المرصودة تتعلق حصراً بالبشر ، رغم أنها متواجدة أيضا  فى القردة العليا.

ويستعرض بعض الامثلة التى تؤكد صحة ما قاله ، فتشريح المفصل الداخلي لفك أردي مماثل لقردة الأورانجوتان والجيبون التي تحيا اليوم ، وليس ملتحما بالجمجمة كما هو الحال عند البشر والقردة الإفريقية، وهذا يؤشر لنتيجة خطيرة تعارض الاقتراح المطروح سابقاً ، فأردي يتوجب عليها وفق هذه النتائج أن تكون قد إنفصلت عن الخط السلالي قبل ظهور هذه السمة عند السلف المشترك للبشر والقردة.وقال أن فريق البحث لم يعطي أى دليل يؤشر الى كون أردي من الخط السلفي للبشر ،  وقال استيبان ان الضجيج حول اردى كان مبالغ فيه. 
طرحت تصريحاته هذه  ظلالاً من الشك حول  أمانة الباحثين في فريق الفحص المكتشف وتعمدهم التركيز على أحرف قياس مضللة .
http://content.time.com/time/health/article/0,8599,1992115,00.html?xid=rss-topstories

في عام 2011 نشرت مجلة الطبيعة  nature ورقة جديدة إعترفت أن السمات التشريحية أكثر مشابهة للقردة الحالية ، وتحججت بكون هذه السمات القردية يجب أن تكون نوع من التطور التقاربي  homoplasy مع القردة العليا الموجودة حاليا ، إذا ما تم إعتمادها كسلف فى شجرة تطور البشر . (عذر قبيح جداً وتلاعب بالادوات .  - فالسمات التشريحية للإحفورة هي بالأساس الدليل الوحيد الذي يتم الإستناد عليه في قياس العلاقة التطورية ، لكنها هنا تعطي مؤشرات قوية للتشابه مع القردة الحالية ، ولأن النتائج تخالف السيناريو المطلوب إثباته ، تحول القول للتحجج بأن هذه السمات القردية ربما تكون نوع من التطور التقاربي .  )
هل يمكننا أن نسمي ما سبق علم ؟

http://www.nature.com/nature/journal/v470/n7334/full/nature09709.html?WT.ec_id=NATURE-20110217

في مقالة أخرى نشرتهاnytimes قال أحد علماء الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد ريتشارد كلاين 

: "أنا بصراحة لا أعتقد أن أردي أحد اسلاف الانسان، أو ذات قدمين ".
I frankly don't think Ardi was a hominid, or bipedal
http://www.nytimes.com/2010/05/28/science/28fossil.html?_r=0

 وختاماً لحكاية الفتاة أردي ...
فإنه بعكس ما يشاع عن أيقونة التطور البشر ويروج له فى الدعايات الدارونية ، يبدو أن الاحفورة لم تحل اللغز ،أو تتقدم  خطوة واحدة في سبيل ذلك ، وكل ما قدمته هو زيادة اللغز مزيداً من التعقيد .

كما يحكي محرر مجلة ساينتفيك أمريكان في روايته عن الكشف : 

يبدو أن التحدي المتمثل في فهم شكل السلف المشترك الأخير وكيفية تنقله يتعاظم بالتأكيد. وإذا كان علماء الإنسان القديم قد تعلموا في العقد الماضي أي شيء فإنهم تعلموا أن فروع أسلاف البشر ستستمر غالبا في المزيد من التعقيد وخصوصا عند الرجوع في الزمن أكثر إلى الوراء. وحسب قول <  لاتيمر> : «سيؤدي هذا إلى الفوضى عند العودة في الزمن إلى الوراء.»
____________________________________________

للمزيد حول قصص الدارونية في تطور البشر إقرأ كتاب "العلم وأصل الإنسان "
http://www.kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=4494&d=1395127919

الاثنين، 20 أبريل 2015

إندماج الكرموسوم الثاني فى الانسان ، دليل التطور الذي لا يقبل الشك !!!!!!



إندماج الكرموسوم الثاني فى الانسان ،  دليل التطور الذي لا يقبل الشك !!!!!!

نعود للمرة الثالثة لبعض تفاصيل واحدة من الحجج التي يرددها البعض معتبراً إياها دليل لا يقبل الشك على التطور البشري والسلف المشترك ، وهي فرضية إندماج اثنين من الكرموزومات  في الشامبنزي  لتقابل الكروموزوم الثاني في الانسان .


حتى لا تنخدعوا بتلك الدعايات الكاذبة ، اليوم سنعرفكم أكثر على منهجية الداروني فى التعامل مع الملاحظات المتعلقة بهذا المبحث من خلال تتبع إحدى أهم الدراسات التي ناقشته ، وهي ورقة بعنوان: " Genomic Structure and Evolution of the Ancestral Chromosome Fusion Site in 2q13–2q14.1 and Paralogous Regions on Other Human Chromosomes " نشرت في مجلة Genome Research سنة 2002. 


مقدمة وتعريف بالفرضية :


لدى جينوم الإنسان 46 كروموزوم ، بينما الشمبانزي 48 كروموزوم، لتفسير هذا الفرق إدعت فرضية الاندماج الكروموزومي أن اثنين من الكرموزومات  في الشامبنزي يقابلا  كروموسوم رقم 2 في الانسان المندمج عن كرموزومين فى تاريخ التطور البشري.  


الدليل المقدم على ذلك كان وجود آثار وندب مازالت واضحة و موجودة في منطقة الاندماج الوسطية على الكروموزوم الثاني  في الانسان , حيث تظهر مناطق مكررة مميزة للمناطق الطرفية من الكروموزومات , لكنها متواجدة في وسط الكروموسوم الثاني بالبشر . 


أوضحنا في مقال سابق أن هذه المناطق المكررة على أطراف الكروموسوم تسمى (Interstitial telomeric sequences ) عندما تتواجد في وسطه ، وشرحنا أن هذا الامر ليس فريداً من نوعه  بل متكرر بكثرة في كروموزومات أخرى , و تناولنا ورقة علمية تثبت أن وجود مثل هذه القطع ليس دليلاً على تصليح في الكسر الكروموزومي  و لا يتناسب توزيعها مع أي سيناريو تطوري بين الانسان و القردة.(1)
 http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19420924?dopt=Abstract
الورقة التي نشرحها اليوم تظهر لنا ببساطة شديدة كيف يبرر الداروني البيانات السلبية
فإذا ما إعتبرنا الدليل الداروني على أن وجود مثل هذه القطع فى وسط الكرموسوم الثاني الثاني للبشر علامة تطورية تظهر حدث الاندماج ولا تقبل الشك ، 

فكيف يمكن للنهج الداروني تفسير وجود قطع Interstitial telomeric sequences  على وسط كروموزومات أخرى للانسان ، بالتحديد كروموزوم 9 و 22 بتشابه يتراوح بين 96 الى 99% مع تلك قطع الإندماج فى الكرموزوم الثاني للبشر؟.
Sequence blocks that closely flank the inverted arrays of degenerate telomere repeats marking the fusion site are duplicated at many, primarily subtelomeric, locations. In addition, large portions of a 168-kb centromere-proximal block are duplicated at 9pter, 9p11.2, and 9q13, with 98%–99% average sequence identity. A 67-kb block on the distal side of the fusion site is highly homologous to sequences at 22qter. A third ∼100-kb segment is 96% identical to a region in 2q11.2.

التفسير الابسط الذي يمكن تقديمة لوجود مثل هذه التكرارات ،أن هذه القطع قد إنتقلت بعد الاندماج إما بسبب ال transposable elements أو chromosomal translocation.

 لنفترض أن هذا السيناريو صحيح ويمكننا تقبله لأنه لا يوجد تفسير آخر بديل ، لماذا إذن يوجد هذا التكرار نفسه الموجود بمنطقة الاندماج فى الكرموزوم الثاني البشري أيضا في وسط الكروموزومات  رقم 9 و 2 و 22  في الغوريلا و الأورانجوتان ؟!
In both human and chimpanzee, RP11–432G15 (red symbols in Fig. 2) hybridizes only to the regions corresponding to 2qFus and 22qter. These two sites are also detected in gorilla and orangutan, indicating that the transfer of material between these locations predated hominid divergence. However, sequences homologous to this clone are distributed on at least 38 additional telomeres and two interstitial sites in gorilla. Hybridization is detected at 14 of the same locations in orangutan.

كيف يتعامل النهج الداروني مع المعضلة السابقة ؟ 

  وفقا للرواية التطورية ، المفترض أن هذه القطع حديثة التكوين (نتيجة الاندماج المزعوم) بعد انفصال الإنسان عن السلف المشترك مع الشامبنزي ، وإنتقلت لأماكن أخرى في كروموزومات الانسان بعد الاندماج ، ولذلك ليس من المفترض أن نراها في قردة أو أنواع إنفصلت في تاريخ تطوري أقدم من إنفصال البشر والشامبنزي  مثل الغوريلا  والأوينجتان !،لكن الأكثر غرابة فى تلك المشاهدات ، أن بعض القطع متواجدة في الغوريلا و الانسان وغائبة تماماً في الشمبانزي.
التفسيرالأبسط والأكثرعقلانية لمثل هذه المشاهدات هو أن هذه القطع ليست نتيجة إندماج و تكرار لأنها موجودة بأنواع مختلفة من القردة ،و على اكثر من كروموسوم و ليست استثناءاً لكروموزوم رقم 2 البشري ، وتبرير وجودها في أماكن معينة لا يتناسب مع أي تفسير تطوري ، بل متعارض مع الفيلوجينية ، ربما يدلل على أنها قائمة لوظائف معينة.

 لكن الداروني لا يفكرأبداً بطريقة غير متحيزة  بل يتحرك وفق أيدولوجية مسبقة ، لذلك كان عليه أن يؤلف قصة متكلفة لا تخلو من الخيال, فانظروا ماذا كتب: 

Given the generally accepted hominid lineage (Chen and Li 2001), either orangutan and gorilla independently acquired copies of portions of the RP11–432G15 sequence at these locations, or homologous sequence was deposited at these sites before hominids diverged and then was lost in the ancestor of human and chimpanzee.

الترجمة مع شرح بسيط و تعليق داخل الاقواس كإضافة :

 بما أنه معطى لدينا أن النسب الانساني من القردة مقبول (النظرية تشكل النتائج و ليست النتائج هي ما تشكل النظرية و قام بذكر هذا المعطى في البداية كدليل على أن نتائجه تتعارض مع السيناريو التطوري العام للانسان)، إما أن الاورانجتان و الغوريلا حصلوا على أجزاء من القطع المندمجة بشكل مستقل في هذه المواقع (المقصود حصلوا عليها بعد الاندماج المزعوم بطريقة صدفية،وكانت في أماكن مطابقة لتلك الموجودة في كروموسومات الانسان)، أو أن قطع مشابه للاندماج وقعت في هذه الاماكن قبل أن ينفصل الانسان عن القردة ثم فقدت من السلف المشترك بين الانسان و الشمبانزي (و لماذا إختارها الانتخاب الطبيعي من البداية بما أن اكتسابها وفقدانها لا يعطي أي فائدة, ثم أي صدفة تلك التي جعلت القطع التي من المفروض أنها نتيجة اندماج , تندمج معا قبل الاندماج الفرضي و بنفس الشكل). 
------------------------

 الحقيقة أن موقف الباحث من تفسير المشاهدات لا يحسد عليه ، وما يحاول أن يقنعنا به سنحكيه بطريقة تقريبية:
 لقد قمت بالتقاط صورة لحادث تصادم بين سيارتين و اردت ان اعلقها على حائط غرفتي, لاكتشف ان احد اجدادي قد رسم رسمة بلا معنى و بالصدفة كانت مشابهة تماما للتصادم الذي قمت بتصويره و بالصدفة ايضا وضع جدي رسمته في نفس المكان الذي كنت انوي ان اضع صورتي فيه.


لم يتوقف البحث عند هذا الحد من العبث التبريري ، فبمقارنة قطعة الدمج مع القطع التي تتواجد على أطراف الكروموزومات, وجد أن نسبة الاختلاف هي 14%، لكن بما أن هذه مناطق لا تعطي بروتين noncoding ، اذن معدل التغير يجب أن يكون أقل من 1.5% بمدة ال 6 مليون سنة التي يدعوا فيها أن الانسان إنفصل تطورياً عن الشمبانزي، فلماذا نري أن هذا الاختلاف الكبير الذي يصل الى حوالي 10 اضعاف ؟ 

If the fusion occurred within the telomeric repeat arrays less than ∼6 Mya, why are the arrays at the fusion site so degenerate? The arrays are 14% diverged from canonical telomere repeats (not shown), whereas noncoding sequence has diverged <1.5% in the ∼6 Mya since chimpanzee and humans diverged
3 تفسيرات قدمها لنا الباحث : الاول و الثالث هي أعذار أكثر من تفسير، حيث يقول أن هناك أخطاء في قراءة الحمض النووي ، أو  يقول أن الاندماج لم يحصل بالضبط على الاطراف بل فقدت بعض القطع مما ادى لاختلافها، أما التفسير الثاني فيعتبر منطق دائري لا رأس له و لا ذيل, فالرجل يقول أن هذا الاختلاف الكبير هو نتيجة كون القطع تتغير بشكل سريع أو اسرع من أي قطع أخرى, لكن هذا ليس تفسير بل هو نفسه  ما يحتاج للتفسير، ( لماذا تتغير بشكل سريع أو كيف عرفت ذلك ؟ لان الاختلاف كبير 14% لا يفسر بفترة تطورية قصيرة 6 مليون سنة , و لماذا الاختلاف كبير ؟ لان التغيير على هذه القطع كان سريعا ؟ و لماذا كان سريعا ؟ لان الاختلاف كبير ؟؟ ...).
وختاماً 
هذا نموذج من الابحاث التي يعتبرها الداروني دليلاً لا يقبل الشك على التطور ,وتتلقفها الدعايات الشعبية بالدعايات المضخمة التي لا تتناسب قط مع حقيقتها .
مجموعة من الخيالات والتبريرات والأعذار التي تستخدم النتيجة كمقدمة ومعطاه ، إنها الأيدولوجية فى أوضح صورة يمكن أن تراها عليها .
للمزيد من التفاصيل في هذا الشأن إقرأ المقالات السابقة :
http://creationoevolution.blogspot.com/2013/03/blog-post.html
نقد نظرية التطور...وحقيقة الخلق 
_______________________________
(1)- 
يتكرر السؤال بخصوص المقترح الداروني لتفسير كون عدد كروموسومات الانسان اقل بكروموسوم واحد عن القردة, بان كروموسومان في القرد قد اندمجا و اصبحا كروموسوم رقم 2 في الانسان , و دليلهم على ذلك هو وجود المنطقة الجينية المكررة على اطراف الكروموسوم و التي تسمى telomere في وسط كروموسوم 2 مما تعني ان هناك التحام قد حصل في فترة ما في التاريخ التطوري للانسان.
تم الرد علي تلك المزاعم كثيرا لكن نلخص الرد هنا كالتالي:
اذا وجدت القطع المكررة على اطراف الكروموسوم في وسطه فقد اصطلح على تسميتها ITS و هي بالعادة تكرار للاحرف التالية TTAGGG بشكل مستمر, و التكرار على كروموسوم 2 و بالتحديد في منطقة 2q13 هو الوحيد الذي يمكن ان يستخدم ليدل على اصل مشترك مع القردة باستخدام فرضية الاندماج المزعومة , بينما باقي التكرارات لا تتناسب مع هذا السيناريو طبقا لما ورد في ورقة علمية نشرت قبل 5 سنوات "Interstitial telomeric sequences (ITSs) are not located at the exact evolutionary breakpoints in primates"
 http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19420924?dopt=Abstract
و هو موضح في تلخيص الورقة كالتالي:
In this paper, we show that ITSs are not located at the exact evolutionary breakpoints of the inversions between human and chimpanzee and between human and rhesus macaque chromosomes. We proved that ITSs are not signs of repair in the breakpoints of the chromosome reorganizations analyzed.
الترجمة: " لقد اظهرنا في هذه الورقة ان ال ITS غير موجودة في نفس مكان الكسر التطوري بين كروموسومات الانسان و الشمبانزي و كروموسومات الانسان و كروموسومات ال rhesus macaque (احد قردة العالم القديم) كما و قد اثبتنا ان ال ITS ليست دليل على تصليح في الكسر الكروموسومي".
تستخدم الداروينية اسلوب الفجوات المعرفية لتفسر كل شيء لا تعرف وظيفته بالطريقة التي تتماشى مع نظريتها , فالمادة الوراثية التي لم يعرفوا وظيفتها كانت مجرد خردة junk DNA و المناطق المكررة كانت ايضا اثر تطوري بلا هدف و لكن مع ازدياد معرفتنا تتكشف امور لا تزال تحرج الدارونية و ستظل كذلك فهذه القطع المتكررة لها وظائف في التحكم بديموغرافية الكروموسوم و التحكم في نسخ الجينات فهي بالنهاية معلومات تم تمصميمها و ليست وليدة العشوائية.
ان اختيار ITS واحدة على منطقة 2q13 و اهمال باقي هذه المناطق المكررة في كروموسومات ال primates التي لا تتناسب مع اي تفسير تطوري بين الانسان و القردة لاجل الوصول الى النتيجة التي يريدوها مسبقا هو ما اعتدنا عليه من الدارونية.

الأحد، 12 أبريل 2015

ortholog conjecture (مسلمة الجينات المتشابهة بين الأنواع)



ortholog conjecture

(مسلمة الجينات المتشابهة بين الأنواع)

 تفشل النظريات  بفشل أساسياتها، ولا تفشل إن قال أغلب العلماء أنها غير صالحة, لأن النظرية لا تنجح بالتصويت كما بالسياسة, بل تنجح بموافقتها للواقع والاكتشافات الحديثة.

تعتبرمسلمة  ortholog conjecture من أساسيات التطور حيث يتم الإعتماد عليها كمبدأ علمي لرسم الاشجار الفيلوجينية phylogenomics ، وتستخدم يومياً من قبل كل من علماء البيولوجيا الحاسوبية والتجريبية في عمليات التنبؤ.


  من المعلوم أن التطور يتطلب الإتيان  بمعلومات جديدة ،  بمعنى آخر جينات تحمل وظائف جديدة مع الوقت , وأكثر الاليات التي يقترحها  الدارونيون لتوليد جينات جديدة هي التضاعف الجيني "gene duplication" , فعندما يتكرر نفس الجين في شريط ال dna  نتيجة خطأ في النسخ أو لأسباب أخرى , تكتسب  النسخة الجديدة بمرور الوقت طفرات تبعدها عن وظيفتها الاصلية (بما أن هناك نسخة اخرى منها تعمل ، لا يتأثر الكائن الحي بهذا التحول ).

مسلمة ortholog conjecture  تدعي أن الجينات التي تتشابه بالشكل sequence في أنواع  مختلفة , تتشابه أيضاً في الوظيفة function (تعرف هذه الجينات ب ortholog) ، بينما التشابه على مستوى الشكل بين جينات في نفس النوع ليس منلمفترض لها ان تتشابه وظيفيا لأنها مرشحة لاكتساب وظيفة جديدة (الجينات المكررة في نفس النوع تعرف ب paralogs), وهذه قاعدة تطورية كما أنها تنبؤ في نفس الوقت, فهي تشرح كيف يعمل التطور على إنتاج جينات جديدة و في نفس الوقت تتنبئ أنه بمقارنة الجينات المتشابهة بين الانواع المختلفة ستجدها اقرب وظيفياً من الجينات المتشابهة في نفس النوع ، (على سبيل المثال : جين الانسولين في الانسان يجب أن يقوم بوظيفة مماثلة  لذلك الجين الذي يشبهه شكلياً في الشامنزي, لكن إن كان هناك جين يشبه جين الانسولين او نسخة أخرى مكررة منه في الانسان، فإن تلك النسخة المكررة  من المفروض ألا تتشابه وظيفياً مع النسخة الأصلية ، إذ أن النسخة الجديدة ستكتسب طفرات و مع الوقت ستتحول الى جين آخر بوظيفة جديدة).
 في عام 2011 نشرت مجلة PLoS Comput Biol  دراسة تحت عنوان: " Testing the Ortholog Conjecture with Comparative Functional Genomic Data from Mammals" (مرجع 1)

قام  الباحثون خلال تلك الدراسة  باستخدام التشابه في الكمية التي ينسخ فيها الجين expression كطريقة لقياس التشابه الوظيفي, أي انه ان تشابه جينان بنفس الكمية في الخلية على الاغلب سيحملان نفس الوظيفة , واستخدموا طريقة أخرى هي البحث عن وظيفة الجين باستخدام قاعدة البيانات GO المستخدمة بكثرة في أواسط الباحثين , و خلص البحث الى أن الجينات المكررة في نفس النوع  paralogs تشبه بعضها وظيفياً أكثر  من الجينات المتشابه’ بين أنواع مختلفة ortholog بعكس ما تتنبئ به النظرية ، والقواعد التي تبنى عليها  علاقات القرابة الفيلوجينية .

Both datasets show that paralogs are often a much better predictor of function than are orthologs, even at lower sequence identities.  

قد تكون الطريقة التي أستخدمت في قياس الوظيفة (التشابه في الكم الجيني) غير كافية ومثيرة لشكوك و مخاوف البعض (وكنت قد كتبت في انتقادها أربع نقاط  تجعل منها مقياس سيء للوظيفة في أحد الكورسات الجامعية) ، الا ان هناك ابحاث أخرى أستخدمت طرق أكثر دقة و خلصت الى نفس النتيجة, فهناك ورقة علمية نشرت عام 2006 في نفس المجلة PLoS Comput Biol حملت العنوان التالي " Protein-protein interactions more conserved within species than across species." (مرجع 2), و من العنوان ستعرف أنهم قارنوا الترابط البروتيني بين الجينات المكررة و تلك المتشابهه بين الانواع المختلفة و خلصوا الى نفس النتيجة التي أوضحتها الدراسة السابقة  و هي أن الجينات المكررة تشبه بعضها اكثر في ترابطها البروتيني مما يعني تشابهها في الوظيفة ، وهذه النتائج لها عواقب وخيمة على أطنان من التطبيقات والمقارنات التي تقوم على المسلمة السابقة

يفشل التطور في هذا التنبؤ كما الحال في تنبؤات اخرى ، وهذا مثال وليس  كل شيء ،وأحد المشاكل التي تتعرض  لأسس نظرية التطور.
إن محاولة ربط إنتقاد التطور بالهدف الديني هي محاولة هروب فاشلة من الواقع  , كما أن محاولة إيهامك أن النظرية تفشل فقط ان وجدت ورقة بحثية تقول أن النظرية خاطئة ليس صحيحا و على الاغلب لن يحصل لأن نظرية التطور تشتمل على أسس عدة و تفرعات كثيرة  , لكن تعاضض الابحاث التي تظهر فشل أسسها و تفرعاتها و تظهر عدم نجاعة تنبؤاتها  يؤدي حتماً إلى فشلها ،وإن إدعى أصحاب الفلسفة الدارونية غير ذلك.
  نحن نرى هنا أحد اهم اسس التطور التي تفسر من أين تأتي المعلومات و الوظائف الجديدة يفشل, فهل باقي التنبؤات و الاسس الدارونية صحيحة ؟
 هذا ما نقوم على تتبعه تباعاً

فؤاد زاهدة
نقد نظرية التطور ...وحقيقة الخلق 

_____________________
مرجع 1: Nehrt NL, Clark WT, Radivojac P, Hahn MW (2011) Testing the ortholog conjecture with comparative functional genomic data from mammals. PLoS Comput Biol 7: e1002073.
مرجع 2: Mika S, Rost B (2006) Protein-protein interactions more conserved within species than across species. PLoS Comput Biol 2: e79.

السبت، 11 أبريل 2015

"علم وظائف الأعضاء يعصف بقواعد علم الأحياء التطورية" "Physiology Is Rocking the Foundations of Evolutionary Biology"



"علم وظائف الأعضاء يعصف بقواعد علم الأحياء التطورية" 
"Physiology Is Rocking the Foundations of Evolutionary Biology"

عنوان إستفزازي يتصدر ورقة  جديدة نشرت قبل عام بمجلة علم وظائف الأعضاء التجريبي  the journal Experimental Physiology  لدينيس نوبل Denis Noble  (قسم علم وظائف الأعضاء، التشريح والوراثة، أكسفورد، المملكة المتحدة ).

تقول الورقة أن  النظرية التركيبية الحديثة " modern synthesis" أوما يطلق عليها النظرية الدارونية الحديثة " neo-Darwinism " قد  إرتكزت  على أساس الطفرات "العشوائية " المتراكمة لإنتاج التغيير التدريجي من خلال الانتقاء الطبيعي "لكننا نعرف الآن أن هذا الرأي خاطئ لأن "التغيير الجيني هو أبعد ما يكون عن العشوائية وغالبا ما غير قابل  للتدريجية".

The ‘Modern Synthesis’ (Neo-Darwinism) is amid-20th century gene-centric view of evolution,
based on randommutations accumulating to produce gradual change through natural selection.
Any role of physiological function in influencing genetic inheritance was excluded. The organism
became a mere carrier of the real objects of selection, its genes. We now know that genetic
change is far from random and often not gradual.

مضيفة إلى أن كل الافتراضات المركزية للدارونية الحديثة (النظرية التركيبية الحديثة ) قد تم دحضها  تماماً :
In this article, I will show that all the central assumptions of the Modern Synthesis (often also called Neo-Darwinism) have been disproved"

تستعرض الورقة تلخيصاً لتلك الافتراضات والأسس التي ثبت خطأها وهي :

(1) أن "التغيير الجيني هو حدث عشوائي".

(2) أن "التغيير الجيني يحدث  بشكل تدريجي".

(3) "بعد التغيير الجيني، يعمل الانتقاء الطبيعي حفظ  التغايرات الملائمة التي تمنح ميزات في اللياقة لحامليها ، ولذلك تهمين على السكان بشكل متزايد ، وتساهم عمليات الانجراف الوراثي والعزلة الجغرافية في عملية نشوء الانواع الجديدة.

(4) توريث الصفات المكتسبة أمر مستحيل .

وتسرد أدلة عديدة لدحض كل ما سبق من إفتراضات ، وترتد للنموذج اللاماركي ، مؤكدة على أن الجينوم هو جهاز يخضع لإرادة الخلية وليس حاكمها المستبد ، وتنفي تماماً الزعم القائل بأن  المعلومات الوراثية تنتقل فقط من الجينات إلى خلايا الجسم، وتثبت علاقة متبادلة وعكسية :
 'the belief that the soma and germ line do not communicate is patently incorrect

وهو ما جادل بخصوصة جيمس شابيرو من خلال أطروحة كتابه المثير للجدل  Evolution" A View from the 21st Century " والذي ألمحت اليه في مقالة سابقة  :
http://creationoevolution.blogspot.com/2014/02/blog-post_3562.html


الدروس المستفادة مما سبق :
الداروينية  مجرد عقيدة وليست علما ..فلا يوجد علم يستند على لا شئ .
الداروينية لا زالت تحت الانعاش السريري إن لم تكن ماتت فعليا .

______________________________________--

المصدر:
http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1113/expphysiol.2012.071134/full

الجمعة، 10 أبريل 2015

جرائم الداروينية الإجتماعية (العنصرية ،ونظرية التلخيص) Racism and Recapitulation


"من أعجب العجب ، أن تلعب نظريتان متناقضتان داخل الداروينية نفس الدور العنصري المقيت "
تابعوا :
جرائم الداروينية الإجتماعية 
(العنصرية ،ونظرية التلخيص)
Racism and Recapitulation


يكتب دانيال جاريسون برنتن  daniel garrison brinton أحد أنصار" نظرية التلخيص " الدارونية يقول:

"إن الانسان البالغ الذي يحتفظ بعدد أكبر من السمات الجنينية ...هو بلا شك أدنى من الذي  حقق تطوره مسافة أبعد منها ، وبذلك المعيار فإن العرق الاوروبي أو الابيض يتصدر القمة ،ويكون الافريقي والزنجي في القاع ."
ويكتب لويس بولك عالم التشريح الهولندي صاحب "نظرية سمات الطفولة " :
"علي أساس نظريتي ، فإنني مؤمن  بعدم المساواة بين الاعراق ..، فالزنجي يمر خلال تطوره الجنيني بمرحلة أصبحت بالفعل المرحلة النهائية للإنسان الابيض، واذا استمر تخلف الزنجي فإنه ما زال فى مرحلة انتقالية لهذا العرق، والتي تصبح مرحلة انتقالية له . ومن الممكن لجميع الاعراق الاخرى أن تصل الى ذروة التطور التي يتربع على قمتها الان العرق الابيض "

مما سبق ،.....
يخبرنا برنتن من خلال نظرية التلخيص أن الزنوج أدني مرتبة لأنهم إحتفظوا بسمات الطفولة  .
ولكن بولك يخبرنا من خلال نظرية الحدث بأن الزنوج أدنى مرتبة ،لأنهم تطورا الى ما بعد سمات الطفولة .!!!


نظريتان متناقضتان والنتيجة واحدة : (إفراز عنصري بغيض)
لاتتعجبوا ، فكل تكريس  متاح فى إطار الداروينية
_______

كانت نظرية التلخيص biogenetic law والتي صيغ مفهومها فى عبارة (التشكل  الجنيني للفرد يلخص تاريخ التطور : ontogeny recapitulates phylogeny)  هي حجة هيجل المفضلة على التطور.
فالافراد في نموهم الجنيني وطفولتهم المبكرة يعيدون مراحل فترة البلوغ لأسلافهم ويتسلقون شجرة التطور ملخصين مراحلها المختلفة . وليدعم هيجل نظريته فقد لجأ لرسوم تصورية زعم أنها تمثل مراحل التشكل الجنيني لأنواع مختلفة ،وفيها رسم ما يشبه الشقوق الخيشومية فى أطوار الجنين الاولى معتبرا إيها تلخيصا لمراحل تطور البشر السحيقة  قبل أن تغزو الأسماك اليابسة .
 نظرية التلخبيص الارتقائي "recapitulation theory " والتي يشار اليها أيضا باسم قانون ميكل -سيريه meckel-serre، s law ومنطوقه هو : "الكائنات المتعضية تعيد في مرحلة التكوين الجنيني الاطوار التى مرت بها اسلافها" .
تبنى هيجل نظرية التلخيص بحماس ووظفها لتأييد الداروينية من خلال بناء مخططات لرسوم مجموعات من الاجنة التابعة لانواع مختلفة من الثدييات والطيور تظهر تناظراً وتشابهاً فى تكوينها المبكر والمراتب التصنيفية الأدنى للحيوانات لتاكيد فكرة السلف المشترك.
فالخياشيم هى  خصيصة مميزة للأسماك التي إعتبرها داروين منزلة أدني في سلم التطور من طائفتي الطيور والثدييات ، ومن ذلك أتى الزعم بأن وجود مثل هذه التراكيب الخيشومية في تلك الاجنة يعني بالضرورة بأنها تمر بأطوار متدرجة فى الرقي تلخص بها فى زمن وجيز (خلال تكونها الجنيني) تاريخ الارتقاء والتطور الذي دعا اليه داروين .
(لن نخوض في كذب تلك الرسوم التي تبين زيفها فيما بعد )

استشهد هيجل واصدقائة بالتلخيص لتأكيد التفوق العرقي لبيض شمال اوروبا وتوظفها لتلك النظرة العنصرية ، فالاعراق التي تحتفظ بسمات طفولية هي أعراق منحطة تطوريا
و كتب يقول:
  • يقف التقدم  والتطور على جانب واحد تحت راية العلم البراقة . وعلى الجانب الاخر ، تحت راية التسلسل الهرمي السوداء تقف العبودية الروحية والزيف والهمجية والخرافة والتخلف وانعدام العقل ... التطور هو المدفعية الثقيلة فى النضال من أجل الحقيقة ، صفوف كاملة من الحجج المزدوجة الباطلة تسقط أمامه .... كما تسقط أمام سلسلة من اطلاقات المدفعية .
وكتب هربرت سبنسر أن  :
  •  السمات الفكرية لغير المتحضر ..هي سمات متكررة عند أطفال الجنس المتحضر. 
ويقرر عالم التشريح الفرنسي ايتيان سيرى شيئا مثيرا للعجب :
  • بالفعل ذكور السود بدائيون ،لأن المسافة بين السرة والقضيب مازالت قصيرة (بالمقارنة مع طول الجسم ) فى جميع مراحل الحياة ، في حين أن الاطفال البيض يبدأون بمسافة قصيرة ولكنها تزداد أثناء النمو ، اذا ارتفاع السرة يعتبر علامة على التقدم .
ووصفت مدرسة كاملة من (الانثروبولوجيا الجنائية ) المجرمين البيض بأنهم متخلفون وراثيا وقارنتهم بالاطفال والبالغين من الافارقة والهنود ، وكتب أحد المتحمسين :" بعضهم (المجرمون البيض ) من شأنه أن يكون فخر قبيلة من الهنود الحمر ونخبتها من ذوي الأخلاق ."
وأشار هافلوك إيليس الى أن المجرمين البيض والأطفال والهنود فى امريكا الجنوبية عموما لا تحمر وجوههم إنفعالا .

وظفت هذه النظريات كمرتكزات أيدولوجية لفرض الامبريالية والتسلطية * لإستعباد الشعوب الأخري بحجة تبريرية متحايلة تقول بأنها أعراق منحطة غير قادرة على حكم أنفسها.
لا نزال نتعجب من تلك الوقاحة التي تصب العنصرية والاستعباد فى قالب أبوي حنون حين قال بعضهم :" من دون الشعوب البدائية سيكون العالم بأسره صغيرا من دون بركة الأطفال ...ويجب أن نكون منصفين مع "العرق المشاكس " فى الخارج مثلما نحن مع "الولد المشاكس" فى البيت" .

بالعودة الى  قول بولك  والذي تتبدى من خلال مدرسة جديدة تماما ،ظهرت مع تقدم الوراثة المندلية مما تسبب في إنهيار نظرية التلخيص التي شرحناها بعاليه.
ومنها تحول أنصار التطور الي القول بأن الانسان أصبح اكثر تطورا بإكتساب صفات شبيهة تماما بصفات الطفولة كالجمجمة المنتفخة والفكان الصغيران والانعدام النسبي للشعر ، وهذه الصفات تنحدروتضمحل  مع البلوغ حيث يقل حجم الجمجمة نسبيا مع حجم الجسم وينمو الشعرويزداد كثافة  فى أماكن متفرقة من الجسد .
وهنا كانت ورطة انصار التلخيص ،
ماذا يفعلون بعشرات الأدلة التي تم تجميعها على مدي نصف قرن لدعم نظرتهم العنصرية وجميعها كانت تقول بأن البالغين من الأعراق الدونية كانوا مثل أطفال العرق الأبيض وتوقفوا عند تلك المرحلة من التطور .
وفقا للنظرية الجديدة وتلك المعطيات كان ينبغي أن تكون إعادة التفسير الموضوعية قد أدت الى الاعتراف بتفوق الاعراق (الادني سابقاً من وجهة نظرهم )،  فقد اصبح المعيار الجديد هو أن العرق الاكثر طفولية سيرتدى من الان وصاعدا عباءة التفوق كما أقر بولك ورفاقه .
ومن هنا وبكل بساطة تجاهل أنصار النظرية التطورية الجديدة أكوام الأدلة السابقة وهرع بولك ورفاقة إلى البحث عن بيانات وأدلة معارضة لإثبات أن كبار البيض مثل الأطفال السود (بالطبع يمكنه ذلك، ما دام يريد ذلك ) فقال :
"إن للبالغين السود جماجم طويلة ،وبشرة داكنة ،وفكان بارزان بقوة إلى الامام ، فى حين أن لدى البالغين البيض وألاطفال السود جماجم قصيرة ،وبشرة فاتحة (أفتح لونا )وفكان صغيران  ، ومن ذلك فإن العرق الأبيض هو الأكثر رقيا وتطورا بإعتباره الأكثر احتفاظا بسمات الحدث ."
وقال هافلوك إيليس :
"قلما يكون أطفال العديد من الأعراق الإفريقية أقل ذكاءا من الطفل الاوروبي ، ولكن فى الوقت الذي يكبر فيه الإفريقي يصبح غبيا وبليدا، ويحتفظ الاوروبي بالكثير من حيويته الطفولية ."


الدروس المستفادة من هذا العرض :
 الاطار الفكري والعقيدة الأولية هى ما يسوق الادلة وليس العكس وهذا أمر متجلي فى  تناول ومنهج الداروينية  ككل.

للمزيد :
 ever since darwin :Gould > Chapter 27, “Racism and Recapitulation” (pp. 214-221  
_______________________________________________
الهامش :

إمبريالية* 
التسلطية (بالإنجليزية: Imperialism) هي سياسة توسيع السيطرة أو السلطة على الوجود الخارجي بما يعني اكتساب وصيانة الإمبراطوريات. وتكون هذه السيطرة بوجود مناطق داخل تلك الدول أو بالسيطرة عن طريق السياسية أو الاقتصاد. ويطلق هذا التعبير على الدول التي تسيطر على دول تائهة أو دول كانت موجودة ضمن إمبراطورية الدولة المسيطرة وقد بدأت الامبريالية الجديدة بعد عام 1860 عندما قامت الدول الأوربية الكبيرة باستعمار الدول الأخرى. أطلق هذا التعبير في الأصل على بريطانيا وفرنسا أثناء سيطرتهما على أفريقيا ويعتبر لينين أن وجود الامبريالية مترابط مع الرأسمالية لأنها تستخدم الدول المستعمرة على أنها أسواق جديدة أو مصادر لمواد أولية.