الوحوش الجرابية تهدم دلالات التطور المورفولوجية
يفترض انصار التطور ان الكائنات الحية الموجودة على الارض منحدرة من سلف وجد مشترك و تم الاستدلال على ذلك بأنه للكائنات الحية توزيعات جغرافية لا يمكن عزوها للتكيف المحلي. وتنوع الحياة ليس بتشكيلة من الكائنات الفريدة كلياً، وإنما من كائنات بينها تشابهات مورفولوجية (بنيوية ).
ومن ثم تم تصنيف الكائنات الحية في تراتب من تلك المجموعات المتداخلة بالاستناد إلى هذه التشابهات فيما يعرف بشجرة القرابة التطورية واستخدم التطوريون دلالات التشريح المقارن لمجموعات من الحيوانات تظهر خصائص بنيوية وهيكلية متقاربة لتأكيد علاقات القرابة السلفية بينها باعتبار التشابه المورفولوجي ( homological ) من اقوى دلائل التطور لتأكيد السلف المشترك والتى اعتمدها داروين لبناء نظريتة .ومن ثم حاولت الداروينية الحديثة مساندتها بالادلة الجزيئية فيما بعد باكتشاف علم المورثات والجينات بربط النمط الجينى بالنمط الهيكلى الشكلى اللذى بنيت على اساسه شجرة القرابه التطوريه باعتبار حقيقه علميه معروفه عن ترجمة المورثات الشكليه بمحتوى جينى .
التدرج بالتشابه البنيوى بين الكائنات الحيه هى ظاهره مشاهده احيائيا وتمكننا من تصنيفها وفق درجات التشابه وفق اليات حازمه وقديمه تاريخيا فيما يعرف بعلم تصنيف الاحياء taxonomy واللذى تطور بدوره باكتشاف معطيات او انواع جديده
بحسب التطور فانه يدعى حدوث تغيرات طفيفه تدريجيه فى النسل عبر ملايين السنين انتجت حلقات واشكال حيوانيه تدريجيه توجد بينها اختلافات طفيفه لتعطى انواع اخرى شبيهه لها وتفرعت تلك الشجره بأليه معينه لتعطى شجرة الحياه
لكن هنا تقف حقيقه مشاهده بدهيه بسيطه وحاضره بقوه تهدم ذلك الادعاء تماما وهى ان كان التطوريحدث فلما نجد كل الانواع والكائنات الحيه متباينه ومتمايزه ويوجد بينها انقطاعات وفجوات هائله وحدود عازله !
اين هى تلك التدرجات وملايين الحلقات الوسيطه الحيه بين الانواع التى تدعم تلك الفرضيه هل يعقل انها انقرضت وماتت تماما ؟
كيف يمكن للتطوريين تفسير ذلك الاشكال المباشر ؟
اليوم نستكمل بحلقه اخرى من حلقات مسلسل التناقض بشجرة التطور المزعومه تقدمها لنا الوحوش الجرابيه المثيره للرهبه و الاعجاب
لكن بالبدايه لابد ان نتوقف على بعض المعطيات الهامه فى تناولنا
مبادئ ومعطيات تصنيفيه :-
تنقسم الثدييات وفق التصنيفات البيولوجيه الحديثه الى ثلاث اقسام رئيسيه هي :
1- ثدييات مشيميه ( Subclass Eutheria (Placental mammals *
وهى التى تتميز بوجود المشيمة التي تغذي الجنين داخل الرحم بحيث ينمو الجنين نموا كاملا أثناء الحمل و لذلك تدعى الثدييات المشيمية.
ويندرج تحتها اغلب الثدييات بتنوعاتها الهائله فيما يزيد عن 5000 نوع مرصود
*****
تسمى ايضا الثدييات الكيسية. أشهرها، حيوان الكنغر والكوالا وشيطان تسمانيا، تتميز عن بقية الثدييات، بفترة حمل قصيرة، ومن ثم خروج مولود صغير جدا، غير مكتمل النمو، يتحسس طريقه إلى جراب بطني ،فى المنطقة السفلية من البطن ،من داخل
الجراب ،يواصل فترة نموه وتطوره عن طريق ارتشاف الحليب، الذي يسيل من أثداء أمه بمساعدة تقلصات عضلة غددية،
*****
لا يتعدى عددها 6 انواع ومن امثلتها خلد الماء والقنفد
- *****
http://anthro.palomar.edu/animal/animal_5.htm
http://www.youtube.com/watch?v=DZN7L0X5fuM
التأريخ التطورى لإنفصال الثدييات والجرابيات
يوضح لنا تصنيف الثدييات ان المشيميات هى مجموعه منفصله تماما عن الجرابيات ولا تمت لها بصله نظرا للاختلاف الجذرى فى اسلوب التكاثر ويفترض ان الجرابيات والمشيميات قد انفصلت
عن بعضها البعض منذ من فتره تتراوح
بين 120_160 مليون عام حسب تقديراتهم المتفاوته ولذلك فان المشيميات بكل انواعها هى اقارب من جد او سلف مشترك منفصل تماما عن الجرابيات التى تنحدر من سلف اخر ومن المفترض ان كل من الجرابيات والمشيميات قد سلكت طريقا تطوريا منفصلا تماما بمعزل عن بعضها البعض منذ اواخر العصر الجوراسى وفجر نشوء الثدييات حيث يعتقد انه وفى ذلك الحين كان الجد الاول للثدييات قارض صغيرشبيه بالجرذ
http://www.popsci.com/science/article/2011-08/jurassic-mammal-fossil-hints-earlier-mammal-marsupial-split
الجرابيات تتحدى التطوريين
تتحدى الجرابيات رغم ضئالة تنوعها العددى الاليات المعتمده كدلاله على التطوروتضعها فى مأزق حقيقى بل وتنفى دلالتها تماما لانها تعطى دلالات عكسيه ومغايره لما هو مفترض
فالمشاهده المباشره تظهر ان انواع كثيره ومختلفه تابعه للقسمين المنفصلين تطوريا منذ فجر ظهور الثدييات على سطح الارض تبدى تماثلا مورفولوجيا قد يقترب من حد التطابق وهذه المشاهده تقرر دون لبس ان التماثل المورفولوجى والتقارب التشريحى ليس له اى دلاله تطوريه مما يؤكد عدم صلاحية استخدامهكبرهان على السلف المشترك
التوائم المورفولوجية فى الثدييات المشيمية والجرابية
الذئب الرمادى يعيش فى اميريكا الشماليه تابع للثدييات المشيميه اما الذئب التسمانى فهو تابع للثدييات الجرابيه حيث يحمل اطفاله فى جيب بطنى مثل الكانجرو ويعيش فى استراليا وانقرض منذ ما يقارب 70 عام على يد مستعمرى استراليا
هنا وبذلك الفيديو القديم نرى وبوضوح ذلك الحيوان الجرابى المذهل يبدو مجرد نوع من الكلبيات او الذئاب فى الشكل والسلوك .
.هل يوجد ادنى شك فى ذلك ؟
http://www.youtube.com/watch?v=-V-v_SGtnb0
من المفترض ان الكلبيات بانواعها المعروفه ومنها الذئاب قد ظهرت فى ما يقارب مليون عام حسب سجلات التطور ولكن سيناريو التطورنفسه يفترض ان جد الثدييات المشيميه وهى اسلاف الذئب الرمادى قد انفصلت عن الثدييات الجرابيه وهى اسلاف الذئب الجرابى التسمانى في فجر نشوء الثدييات حيث كانت مجرد قوارض صغيره شبيهه بالجرذان كما بينا وفى مده تتراوح بين 120 _160 مليون سنه بحسب تقديرات التطوريين
هنا يأتى الاشكال الحقيقى
كيف تطابقت ملايين التطفرات المتراكبه فى كلا النوعين بهذا الشكل المذهل عبر الملايين من السنوات لتنتج ذئاب متطابقه فى الشكل والتشريح والسلوك رغم تلك الهوه التطوريه والجغرافيه العميقه بينهما ؟
وفقا للتطور فان ذلك الذئب الجرابى اللذى شاهدناه هو اكثر قرابه للكنغر و الكوالا من قرابته للذئب المماثل له فى الشكل والسلوك
والذئب الامريكى اكثر قرابه للحوت والفيل والارنب والغزال وكل الثدييات المشيميه المعروفه من قرابته لزميله الذئب الجرابى
السنجاب الطائر مشيمى يعيش فى اميريكا الشماليه والسنجاب الجرابى الطائر جرابى يعيش فى استراليا وكلا الحيوانين رغم عدم وجود اى علاقه تطوريه وثيقه كما هو مفترض الا انها تظهر تشابها مثير للدهشه بنفس الحجم والشكل والبينيه والتشريح والسلوك اللذى يكاد يكون متطابق كلاهما يمتلك نفس الية الطيران الشراعى للتنقل بين الاشجار بفرد الزوائد الجلديه الشبيهه بالشراع
لكن كما اسلفنا فانه وفقا للتطور وكما بالشكل المرفق فان السنجاب الطائر هو اكثر قرابه للانسان والفيل والسنجاب الجرابى اكثر قرابه للكانجرو والكوالا
3- الخلد mole _ الخلد الجرابى marsupial mole
5- bobcat _ tamananian tiger cat مشيمى
6- wombat _ woodchuck مشيمى
التوائم المتقاربه بين المشيميات والجرابيات
امثله مرصوده بالسجل الحفرى
thylacosmilus النمر المسيف الجرابى _ النمر المسيفsmilodon
اظهرت وحوش ماقبل التاريخ ايضا تطابقات مذهله تكاد تكون نفسها فى الشكل والتشريح والهيكليه لكن وفقا لسيناريو التطوريين فان هذين الوحشين لا يمتان لبعضهما بصلة قرابه منذ فجر نشوء الثدييات تماما كالامثله المذكوره فان النمر الجرابى اقرب تطوريا للجنغر والابوسوم والكوالا وباقى الجرابيات والنمر المسيف اقرب للفيل والانسان وغيرها من الثدييات المشيميه
موقف التطوريين من تلك المعضله
مثلت الاشكالية السابقة تحديا لانصار التطور لا يمكنهم تجاوزها لانها تطعن مباشرة فى اصل الاستدلال بالتشابه بين الانواع على السلف المشترك لان ذلك التشابه (المورفولوجى والجزيئيى ) اللذى اعتبرالدليل الاوحد على التطور يعطى دلالة معاكسة تماما كما اظهرت امثله اخرى تماثلات خارج اطار السلف المشترك ،
لذلك لجأ انصار التطور الى الالتفاف الغير مباشرحول هذه الاشكالية بسلوك المنطق الدائرى والادعاء بان تلك التشابهات التى تتعارض مع قواعد شجرة الانساب المفترضة هى فى الحقيقة غير مرتبطه بسلف تطورى ، اى ان كلا النوعين اللذين اظهرا هذا التماثل قد سلكا طريقيين منفصليين تماما فى التاريخ التطورى لانتاج نفس الهياكل المتماثله او نفس التشابه الجزيئى واطلقوا عليها هذه الفرضية convergent_evolution كواحدة من فرضيات الخروج من المأزق وما تم هنا فى الحقيقة هو اعادة توصيف لمشاهدة تطعن فى اصل فرضية التطور ولى عنقها بل وكسره لتوافق البراديم او الاطار التطورى اللذى لا يجوز الخروج عليه ،
لكن الخطأ المنهجى فى هذه الفرضية هو الالتجاء لمغالطة جلية بالمصادرة على المطلوب بجعل المطلوب اثباته (التطور) ومقدماته التى يجب الاستدال بها عليه (التشابه) شيئا واحدا،
والمغالطة المنطقيه تحصل حينما يتم افتراض صحة القضية التي يراد البرهنة عليها في المقدمات سواء بشكل صريح أو ضمني وحين يتم الاستدلال بالنتيجه المرجو الوصول اليها كحقيقه اوليه لبناء هذا افتراض
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D8%A8
وبدلا من اعادة الاسقراء الاول على صحة دلالة التشابه بين الكائنات على سلف حتمى مشترك بسبب وجود معطيات اخرى لاتؤيد هذا الاستقراء , توجهوا مباشرة الى بناء فرضية convergent_evolution اعتمادا على الايمان بصحة التطوراللذى تم بنائه على دلالة التشابه الاولية
لاحظنا بوضوح تجلى للمنطق الدائرى Circular reasoning اللذى لا ذيل له ولا رأس وفيه لا نستطيع التفريق بين المقدمات والنتائج فحين يكون من المفترض ان تتصدر التشابهات طرائق الاستدال على صحة التطور والاشتراك فى سلف مشترك وتقدم على انها من اكثر دلائل دعم التطور،... فانه يصبح كافيا جدا لاسقاط هذه الدلاله رصد تضاربا يناقضها ويؤكد ان التشابه لايدل على سلف مشترك .ولكن بدلا من ذلك لجأ انصار التطور الى اختراع فرضية التطور المتقارب convergent_evolution التى تم بناءها على التسليم بصحة التطور .
لكن حتى هذه الفرضية الدائرية تعارض المنطق التطورى لأنها ببساطه تقر بعدم مسئولية السلف المشترك عن التماثلات المورفولوجيه بين تلك الكائنات وما يفترضوه على الجزء نفترضه على الكل ولا يوجد مانع علمى او منطقى على ذلك .
عقبة اخرى تواجه التطوريين وهى مصداقية السجل الحفرى فى الدلاله على الاسلاف المشتركه فى ظل وجود هذه التوائم البعيدة الصله والمتطابقه بنيويا حيث تعتمد سجلات الحفريات على التشابه البنيوى فقط .
لكن العقبه الاسوأ التى تقابل افتراض التطوريين الغير مسئول هو قدرة الطفرات العشوائيه فى التوجه المتقارب لمدى ملايين السنوات فى انواع مختلفه لانتاج نفس الانماط البنيويه وهذا مستحيل بمنطق الاحتمالات الرياضيه وبنفس المنطق المفترض لا يحق للتطوريين تبرير اى تشابهات مورفولوجيه او جزيئيه بالسلف الحتمى المشترك لتلك الانواع المتشابه لان الامثله التى تضرب ذلك الافتراض تعدد بالمئات فى عالمنا الاحيائى المعجز حتى نسبة التوائم بين الجرابيات والمشيميات بالمقارنه بعدد الجرابيات الضئيل اللذى لا يتجاوز 300 نوع يجعل من فرضية احتمالات التطورالمتقارب هذه انتحارا عقليا
على الهامش
ماذا لو كانت الذئب التسمانى بدون حقيبه بطنيه وكذلك معظم الجرابيات التى تم ذكرها ؟
بالطبع سيتم تصنيفها مباشرة داخل شجرة التطور المزعومه على انها ذات قرابه سلفيه من الدرجه الاولى لشبيهتها من المشيميات
هنا اشكال
كيف يمكن للتطوريون معرفة الفرق بين الجرابيات والمشيميات وتصنيفها من خلال الحفريات بعيدا عن تصور التوزيع الجغرافى لها لانه ليس ملزم وكيف يمكنهم تبعات حقيقة وجود الجرابيات وتخلخلها بالسجل الحفرى المتهاوى الدلاله من اساسه ؟
اشكال بعيد الصلة :-
كيف يمكن للجرابيات ان تطور نظامها التكاثرى بالحمل والولاده مستحيل الاختزال ؟
يستلزم حدوث تطور نظام الجرابيات التكاثرى مزامنه وتوافق حتمى بين انتقال الجنين من داخل البطن الى الجيب مع تكون ذلك الجيب مع استعداد الغدد اللبنيه لافراز غذاء الصغير الغير مكتمل ولا يوجد فى تلك العمليه ترف لتجربة العشوائيه والانتقاء لان الخلل يعنى الاندثار