في كتابه " أصل الأنواع " يذكر دارون مصطلح الاعضاء الأثارية كأحد أهم أدلة السلف المشترك - ويعرفها بأنها تلك الاعضاء الضامرة عديمة الوظيفة الموروثة من الاسلاف القديمة والتي كانت تقوم بوظيفة محددة لديها .
"On the view of each organism with all its separate parts having been specially created, how utterly inexplicable is it that organs bearing the plain stamp of inutility... should so frequently occur.
"On the view of descent with modification, we may conclude that the existence of organs in a rudimentary, imperfect, and useless condition, or quite aborted, far from presenting a strange difficulty, as they assuredly do on the old doctrine of creation, might even have been anticipated in accordance with the views here explained." (1)
فى عام 1893 عدد العالم التطوري Robert Wiedersheim فى كتابه علم التشريح التطوري اكثر من 86 عضواً أثارياً بجسد الانسان ، وفتح بذلك سباق البحث عن تلك البقايا المتأحفرة حتى وصلت القائمة في الانسان وحده الى 180 عضو أثاري كما قال عالم الحيوان هوراشيو نيومان والتى تجعل من البشر متحفا متحركا للآثار على حد تعبيره.(2)
من المثير للدهشه أننا حين نطالع تلك القوائم القديمة نجد من بين تلك الاعضاء الأثارية : الغدة الصنوبرية ، و الغدة الصعترية ، و الغدة النخامية . والتي كان يعتقد آنذاك أنها بقايا عديمة الجدوى من مخلفات العمليات التطورية حتى تم اكتشاف الهرمونات وعلم دورها التنظيمي بالغ الأهمية .
في عام 1981، قال عالم الأحياء الكندي Steven Scadding أنه على الرغم من أنه ليس لديه اعتراض على الداروينية "فإنه لا يؤمن بأن الاعضاء الأثارية يمكنها أن تقدم أي دليل على نظرية التطور.والسبب في المقام الأول هو أنه "من الصعب، إن لم يكن من المستحيل ، أن نؤكد بشكل لا لبس فيه أن هناك أعضاء جسدية تفتقر تماماً الي وظيفة".(3)
تقلصت قائمة الاعضاء الاثرية تباعاً حتى وصل عددها الى الصفر، وتهاوت تماماً باكتشاف وظائفها الحيوية لحاملها (4). كان من المفترض أن تنتهي أسطورة الاعضاء الاثرية عند هذا الحد ، فقد جعلت تلك الكشوف حجة دارون المحببة في عداد الموتى ، لكن كما تعودنا من خلال تتبع المسار التاريخي لنظرية دارون ، فإنه في حال فشل تنبؤات الفرضيات الرئيسية يتم اللجوء الي فرضيات إضافية بديلة لا يمكن تفنيدها وإخضاعها للإختبار ومبدأ إثبات الزيف ، وهذه الفرضيات الإضافية لا تنقذ الفرضية الأصلية ، لكنها شبيهة بأدوات إنعاش خاصة مثبتة على جسد ميت سريرياً.
الفرضية البديلة وإعادة تعريف الأعضاء الأثرية :
--------------------------------------------
للخروج من ذلك المأزق قام أنصار دارون بإعادة تعريف مفهوم الأعضاء الاثرية تماماً والتراجع عن فهم الدارونية الكلاسيكي للعضو الأثري ، وبدلا من تعريف العضو الأثري بأنه ذلك العضو الضامر والناقص الذي أصبح عديم الجدوى ولا يخدم غرض ، تم تعريفه أنه تحول ليخدم غرض مختلف عن الوظيفة الأصلية
في كتابه Why Evolution Is True ، يستشهد كوين "Coyne " (مثل داروين) بالزائدة الدودية كعضو رمزي. ورغم إعترافه بوجود وظائف تقوم بها كجزء من الجهاز المناعي. وتوفيرملاذاً لبكتيريا الأمعاء المفيدة، لكنها لم تعد تؤدي الوظيفة الأصلية فى أسلافها لذلك فهي لازالت عضواً أثارياً " (5)،
هنا يمكننا القول أنه إذا ما تم إعادة تعريف الأعضاء الأثارية كما يقترح كوين Coyne و Stephanie Keep وغيرهم ستتحول كل الميزات التي تحولت وظائفها عبر التاريخ التطور إلى أعضاء أثارية . على سبيل المثال، فقد تطورت الذراع البشرية من أرجل الثدييات الامامية (كما يدعي الدارونيون)، وتحولت إلى وظيفة أخرى لذلك يمكننا تسميتها عضواً أثارياً وفقا لمنطق كوين ، وكذلك تطورت أجنحة الطيور من أزرع الديناصورات التي استخدمتها لأغراض أخرى، ولذاك يمكننا إعتبارها هي الأخرى عضواً أثارياً. ومن ذلك ستتحول الانواع بالكامل وفق هذا التعريف الى سلة متحركة من الاعضاء الاثرية ، فهل يستطيع كوين وأصدقائه تحمل تبعات ذلك ؟ .
لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه هذا التعريف تكمن فى كيفية تحديد ومعرفة الوظيفة الرئيسية المتوهمة لتلك الأعضاء وتأكيدها ، في ظل غياب هذا السلف المنقرض الذي كان يحملها ، فوجود أعضاء تناظرية متماثلة بين بعض الانواع الحية تخدم وظائف مختلفة (كالزائدة الدودية ونظيرتها الكبيرة فى المجترات) لا يمكن بحال من الأحوال توظيفها كدليل على شئ لأنها ليست أسلاف لبعضها البعض ، بل أولاد عمومة تمتلك نفس التاريخ التطوري وفقا لنظرية التطور . وذلك تبقي حجة التحول من وظيفة رئيسية مجرد تخرص وتنجيم لا يجد أى دليل يؤكده .
لكن المشكلة الرئيسية التي تواجه هذا التعريف تكمن فى كيفية تحديد ومعرفة الوظيفة الرئيسية المتوهمة لتلك الأعضاء وتأكيدها ، في ظل غياب هذا السلف المنقرض الذي كان يحملها ، فوجود أعضاء تناظرية متماثلة بين بعض الانواع الحية تخدم وظائف مختلفة (كالزائدة الدودية ونظيرتها الكبيرة فى المجترات) لا يمكن بحال من الأحوال توظيفها كدليل على شئ لأنها ليست أسلاف لبعضها البعض ، بل أولاد عمومة تمتلك نفس التاريخ التطوري وفقا لنظرية التطور . وذلك تبقي حجة التحول من وظيفة رئيسية مجرد تخرص وتنجيم لا يجد أى دليل يؤكده .
يقول فيلسوف العلم كارل بوبروكأنه يصف حال نظرية التطور:
- ( بعض النظريات القابلة للاختبار ، يصر أنصارها والمعجبون بها على التمسك بها حتي حينما يثبت الإختبار أنها كاذبة ، وذلك عن طريق وضع إفتراضات إضافيه مساعدة وإعادة تفسير النظرية بما يوافق النتائج الجديدة للهروب من خضوعها التفنيد. ومثل هذا الإجراء ممكن دائما، ولكن كل ما يمكنه تقديمه هو إنقاذ النظرية من عملية التفنيد والإختبارعلى حساب تدمير حالتها العلمية. (أي تحويلها لنظرية غير قابلة للإختبار)
- Some genuinely testable theories, when found to be false, are still upheld by their admirers—for example by introducing ad hoc some auxiliary assumption, or by reinterpreting the theory ad hoc in such a way that it escapes refutation. Such a procedure is always possible, but it rescues the theory from refutation only at the
price of destroying, or at least lowering, its scientific status (6)
- Some genuinely testable theories, when found to be false, are still upheld by their admirers—for example by introducing ad hoc some auxiliary assumption, or by reinterpreting the theory ad hoc in such a way that it escapes refutation. Such a procedure is always possible, but it rescues the theory from refutation only at the
________________________________________________
1- Darwin, The Origin of Species, Chapters XIV (p. 402) and XV (p. 420)
http://darwin-online.org.uk/content/frameset?viewtype=side&itemID=F391&pageseq=430
2-http://en.wikipedia.org/wiki/Robert_Wiedersheim
3-Steven R. Scadding, "Do 'vestigial organs' provide evidence for evolution?" Evolutionary Theory 5 (1981): 173-176.
4-
http://creationoevolution.blogspot.com/2013/02/vestigial-organs.html
http://creationoevolution.blogspot.com/2013/03/vestigial-organs.html
5-Coyne, Why Evolution Is True, pp. 61-62.
6- Popper, Karl (1963), Conjectures and Refutations, Routledge and Kegan Paul, London, UK. Reprinted in Theodore Schick (ed., 2000), Readings in the Philosophy of Science, Mayfield Publishing Company, Mountain View, Calif.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف